عناصر الخطبة
1- الحكمة من مشروعية العيد
2 -سبب صلاح الامة الإسلامية
3 -خطورة الإعلام والقنوات
4- تربية البنين والبنات على القيم الإسلامية
5- المحافظة على الطاعات والمداومة عليها وصيام الست
6- موعظة للمرأة المسلمة
الْحَمْدُ للهِ ذِي الْفَضْلِ وَالإِنْعَامِ، هَدَانَا لِلإِسْلاَمِ، وَشَرَّفَنَا بِاتِّبَاعِ الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، وَجَعَلَنَا مِنْ خَيْرِ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلأَنَامِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ الْمَلِكُ القُدُّوسُ السَّلاَمُ، خَصَّنَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِالْمَزَايَا وَالْفَضَائِلِ الْعِظَامِ، وَأَعْقَبَهُ بِأَشْهُرِ الْحَجِّ إِلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ، فَلاَ تَزَالُ الأُمَّةُ تَنْهَلُ مِنَ الْعَطَايَا وَالْجُودِ وَالإِكْرَامِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً خَاتَمُ الرُّسُلِ الْكِرَامِ، رَسَّخَ التَّوْحِيدَ فِي الْقُلُوبِ وَالأَفْهَامِ، وَأَزْهَقَ الشِّرْكَ وَحَطَّمَ الأَصْنَامَ، وَبَلَّغَ الشَّرَائِعَ وَالأَحْكَامَ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ، الَّذِينَ أَقَامُوا الدِّينَ خَيْرَ قِيَامٍ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَاسْتَقَامَ.
أَمَّا بَعْـدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ، وَرَاقِبُوهُ فِي كُلِّ حِينٍ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى فَضْلِهِ الْمَزِيدِ، وَتَقَرَّبُوا إِلَيْهِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ الرَّشِيدِ، فَلِلَّهِ دَرُّ أَقْوَامٍ تَفَكَّرُوا فَأَبْصَرُوا، وَشَمَّرُوا عَنْ سَاعِدِ الجِدِّ وَمَا قَصَّرُوا، سَارَتْ بِهِمْ إِلَى الْجِدِّ الْمَطَايَا، فَاسْتَحَقُّوا جَلِيلَ الْعَطَايَا، وَمَنْ عَلِمَ شَرَفَ الْمَطْلُوبِ جَدَّ وَعَزَمَ، وَالسَّعْيُ وَالاجْتِهَادُ عَلَى قَدْرِ الْهِمَمِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران:133]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )[التوبة: 119].
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ.
أَيُّهَا النَّاسُ:
إِنَّ الْعِيدَ جُزْءٌ مِنْ شَرِيعَةِ الإِسْلاَمِ، يَصِلُ مَاضِيَهَا بِحَاضِرِهَا، وَقَرِيبَهَا بِبَعِيدِهَا، وَيَرْبِطُ أَفْرَاحَهَا بِشَرَائِعِهَا، وَابْتِهَاجَهَا بِشَعَائِرِهَا، وَالْفَرَحُ بِالْعِيدِ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِظْهَارُ السُّرُورِ فِي الأَعْيَادِ مِنْ شَعَائِرِ هَذَا الدِّينِ، وَكَيْفَ لاَ يَفْرَحُ الْمَرْءُ، وَقَدْ مَكَثَ شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ، وَهُوَ فِي قُرْبَةٍ وَطَاعةٍ لِلرَّحْمَنِ، وَرُقِيٍّ وَعُلُوٍّ فِي دَرَجَاتِ الإِيمَانِ؟!؛ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس:58]، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ».
أَنْتَ الْكَرِيمُ فَلَوْلاَ رَحْمَةٌ سَبَقَتْ لَمْ يُعْطَ شَرْبةَ مَاءٍ جَاحِدٌ عَاصِ
تُعْطِي بِغَيْرِ حِسَابٍ لاَ تَضِنُّ وَلاَ يَغِيبُ لُطْفُكَ عَنْ دَانٍ وَلاَ قَاصِ
وَجَنَّةُ الْخُلْدِ تُعطِيهَا لِمَنْ حَمَلُوا عِبْءَ الْحَقِيقَةِ فِي صَبْرٍ وَإِخْلاَصِ
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ.
إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ:
إِنَّهُ لاَ صَلاَحَ لأَحْوَالِ الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ بِالتَّمَسُّكِ بِدِينِ اللهِ تَعَالَى، عَقِيدَةً وَعِبَادَةً وَأَخْلاَقاً، وَلاَ أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ سِيرَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم، وَسِيرَةِ أَصْحَابِهِ الْكِرَامِ رضي الله عنهم، فَقَدْ كَانُوا قَبْلَ الْبِعْثَةِ قِلَّةً لاَ تَأْبَهُ بِهِمُ الأُمَمُ، لَكِنَّهُمْ مَا إِنِ اسْتَمْسَكُوا بِدِينِهِمْ، وَعَظَّمُوا شِرْعَةَ رَبِّهِمْ، حَتَّى سَادُوا النَّاسَ: عِزَّةً بَعْدَ الذُّلِّ، وَتَقَدُّماً بَعْدَ التَّأَخُّرِ، وَصَارُوا أَعَزَّ أُمَّةٍ، وَسَاسَةَ الْعَالَمِ، وَإِنَّ الدِّينَ الَّذِي تَمَسَّكَ بِهِ أُولَئِكَ الأَخْيَارُ، لاَ يَزَالُ مَحْفُوظاً بِكَتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ الْهَادِي الْمُخْتَارِ صلى الله عليه وسلم، فَلَوْ تَمَسَّكَتِ الأُمَّةُ الْيَوْمَ بِكِتَابِ رَبِّهَا، وَاسْتَنَّتْ بِهَدْيِ نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم، لَصَلُحَتْ أَحْوَالُهَا، وَاسْتَعَادَتْ مُقَدَّسَاتِهَا، وَانْدَحَرَ حُسَّادُهَا وَأَعْدَاؤُهَا، يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) [الحج:40-41].
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ.
أُمَّةَ الأَخْلاَقِ وَالثَّبَاتِ:
إِنَّ مِنْ عَظِيمِ الشُّرُورِ وَالْمَخَاطِرِ، الَّتِي يُوَاجِهُهَا الْمُسْلِمُ فِي زَمَانِنَا الْمُعَاصِرِ، خَطَرَ الإِعْلاَمِ وَالْفَضَائِيَاتِ، إِثَارَةٌ لِلشُّبُهَاتِ، وَإِغْرَاقٌ فِي الشَّهَوَاتِ، وَإِضَاعَةُ الْوَقْتِ الثَّمِينِ، بِالسَّخَافَةِ وَالأَمْرِ الْمَشِينِ، وَزَلْزَلَةٌ لِلثَّوَابِتِ وَالْعَقَائِدِ، وَنَشْرٌ لِلشُّرُورِ وَأَنْوَاعِ الْمَفَاسِدِ، وَجَعْلُ السَّاقِطِينَ وَالتَّافِهِينَ مَحَلَّ القُدْوَةِ وَالْمَثَلِ، وَإِظْهَارُ أَهْلِ الدِّينِ بِمَظْهَرِ التَّخَلُّفِ وَالدَّجَلِ، أَلاَ بِئْسَ الْقَوْمُ مِنْ رِجَالٍ فَاسِدِينَ، وَبِئْسَتِ الْبِضَاعَةُ الَّتِي يُصَدِّرُونَهَا لِلْعَالَمِينَ، وَإِنَّ مَوْعِدَ هَؤُلاَءِ الْمُجْرِمِينَ مِيقَاتُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، حَيْثُ الْخِزْيُ وَالْعَارُ وَالذُّلُّ الْمُهِينُ،(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف:49].
الْحَمْدُ للهِ الْحَمِيدِ بِمَنِّـــهِ خَسِرَتْ وَلَمْ تَرْبَحْ يَدُ الْبَطَّالِ
للهِ يَوْمٌ تَقْشَعِرُّ جُلُودُهُمْ وَتَشِيبُ مِنْهُ ذَوَائِبُ الأَطْفَالِ
يَوْمٌ يُنَادَى فِيهِ كُلُّ مُضَلِّـلٍ بِمُقَطَّعَاتِ النَّارِ وَالأَغْـلاَلِ
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ.
مَعَشَرَ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ:
مِنْ عَظِيمِ الْقَضَايَا فِي الإِسْلاَمِ: قَضِيَّةُ الْعِنَايَةِ بِالنَّشْءِ مِنْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ، وَتَرْبِيَتُهُمْ عَلَى الدِّينِ وَالأَخْلاَقِ، وَتَجْنِيبُهُمُ السَّفَهَ وَخُلْطَةَ الفُسَّاقِ، وَتَعْمِيقُ التَّوْحِيدِ وَالْوَلاَءِ وَالْبَرَاءِ فِي نُفُوسِهِمْ، وَهَذَا لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ بِإِيجَادِ البِيئَةِ الصَّالِحَةِ، وَهِيَ بُيُوتٌ كَرِيمَةٌ أُسِّسَتْ عَلَى التَّقْوَى، مِصْبَاحُهَا كِتَابُ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ، وَغِذَاؤُهَا هَدْيُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم، فِي مُصَابَرَةٍ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَبُعْدٍ عَنِ الْمُلْهِيَاتِ، فَأَعْظَمُ نَجَاحٍ يُحَقِّقُهُ الرَّجُلُ، نَجَاتُهُ بِأَهْلِ بَيْتِهِ فِي حَيَاةِ النَّعِيمِ وَالْكَرَامَةِ، ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد:23-24] جَعَلَنِي اللهُ تَعَالَى وَهَذِهِ الْوُجُوهَ الْكَرِيمَةَ مِنْهُمْ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْوَحْيَيْنِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِهَدْيِ سَيِّدِ الثَّقَلَيْنِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ خَيْرُ الْغَافِرِينَ، وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ ذِي الْمَكَارِمِ وَالإِحْسَانِ، وَالشُكْرُ لَهُ عَلَى فَضْلِهِ وَالاِمْتِنَانِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ عَظِيمُ السُّلْطَانِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الْمُؤيَّدُ بِالسُّنَّةِ وَالْقُرْآنِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ.
أَمَّا بَعْـدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ مَعْشَرَ الأَخْيَارِ، وَتَجَمَّلُوا بِالطَّاعَةِ فَإِنَّهَا خَيْرُ شِعَارٍ، احْفَظُوا الْفَرَائِضَ، وَدَاوِمُوا عَلَى النَّوَافِلِ، وَصُومُوا سِتّاً مِنْ شَوَّالٍ فَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتّاً مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ]، وَاصِلُوا سَيْرَكُمْ إِلَى اللهِ بِصِدْقِ الْمُحَاسَبَةِ وَالتَّوْبَةِ، وَحُسْنِ الرَّجَاءِ وَالْعَمَلِ، فَهَا هُوَ رَبُّكُمْ جَلَّ وَعَلاَ يُذَكِّرُكُمْ لِقَاءَهُ: ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف: 110].
وَاعْلَمُوا أَنَّ الأَعْيَادَ وَالْجُمَعَ وَالْجَمَاعَاتِ، إِنَّمَا شُرِعَتْ لِيُجَدِّدَ الْمُسْلِمُونَ فِيهَا عَهْدَ الإِخَاءِ وَالْوِئَامِ، فَلاَ يَليِقُ فِيهَا الْخِصَامُ وَالاِنْقِسَامُ، وَلاَ الْغِلُّ وَلاَ الْبَغْضَاءُ، وَلاَ الْحَسَدُ وَلاَ الإِيذَاءُ، صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَجِيرَانَكُمْ، تَزَاوَرُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ، تَمَتَّعُوا فِي الْعِيدِ بِمَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ، وَاعْطِفُوا عَلَى الضُّعَفَاءِ فِيكُمْ، (وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ) [النور:33].
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ.
أَخَوَاتِي الْمُسْلِمَاتِ:
اتَّقِينَ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَاقْتَدِينَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ، أَدِّينَ مَا عَلَيْكُنَّ مِنْ وَاجِبَاتٍ: مِنْ طَاعَةِ الأَزْوَاجِ وَحِفْظِ الْبُيُوتَاتِ، وَتَرْبِيَةٍ حَسَنَةٍ لِلْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ، فَإِنْ فَعَلْتِ فَأَنْتِ مِنَ الصَّالِحَاتِ الْقَانِتَاتِ الْحَافِظَاتِ، وَإِنْ فَرَّطْتِ فَسَارِعِي بِالتَّوْبَةِ وَالنَّدَامَةِ، وَسَلِي اللهَ اللُّطْفَ وَالسَّلاَمَةَ، مِنَ السُّؤَالِ الْعَظِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r يَقُولُ: «وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا»، إِيَّاكِ وَالإِصْغَاءَ لآرَاءِ السَّاقِطَاتِ، وَالاِنْسِيَاقَ لأَفْكَارِ الْمُنْحَرِفَاتِ، مِنَ اللاَّئِي فَقَدْنَ الدِّينَ وَالْحَيَاءَ وَالْمَكْرُمَاتِ، يَتَبَاكَيْنَ عَلَى حَالِ الْمَرْأَةِ الْعَفِيفَةِ، وَهُنَّ _ وَاللهِ _ أَحَقُّ بِأَنْ يُبْكَى عَلَى حَالِهِنَّ الْمُزْرِي، وَمَصِيرِهِنَّ الْمَظْلِمِ، كُونِي كَمَا قِيلَ:
بِيَدِ الْعَفَافِ أَصُـونُ عِزَّ حِجَابِـــــــــــي وَبِعِصْمَتِي أَعْلُو عَلَى أَتْرَابِي
فَمَعِي النِّسَاءُ السَّائِرَاتُ عَلَى الْهُدَى وَمَعِي الْحَيَاءُ وَفِطْرَتِي وَكِتَابِي
سَأَظَّلُّ أَرْقَـى لِلسَّمَـوَاتِ الْعُــــــــــلاَ وَأَظَلُّ أَحْيَا فِي هُدَى الْمِحْرَابِ
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى إِمَامِ المُرْسَلِينَ، وَقَائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيمًا {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56] اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلَّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنْ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُومًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُومًا، وَلا تَدَعْ فِينَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُومًا.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ وَجُنْدَكَ الْمُوَحِّدِينَ