موقع الشيخ عبدالغفار العماوي

أدعو إلى الله على بصيرة

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ذنوب مرعبة | خطبة الجمعة مكتوبة

ذنوب مرعبة 

خطبة الجمعة مكتوبة 

الخُطبَةُ الأُولَى

إِنَّ الحَمْدَ لِلهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ، ونَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيه، مَنْ يَهْدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُم ونَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ (؛ فَهِيَ مَصْدَرُ الحِمَايَةِ الرَبَّانِيَّة، والمَعِيَّةِ الإلهيَّة!

 قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾. 

أَيُّهَا المسلمون: إِنَّ ضَرَرَ الذُّنُوبِ على الأَرْوَاح؛ كَضَرَرِ السُّمُومِ في الأَبدَان، قال ابنُ القَيِّم: (وهَلْ في الدُّنيَا والآخِرَةِ، شَرٌّ ودَاءٌ؛ إلَّا سَبَبُهُ الذُّنُوبُ والمَعَاصِي!).

أردت اليوم أن أذكر بعض هذه الذنوب المرعبة ليحذر منها كل مسلم.

1- وأَعْظَمُ الذُّنُوب: الإِشرَاكُ بالله، ودَعوَةُ غَيرِهِ مَعَه؛ فَهُوَ يُحبِطُ الأعمالَ، ويُخلِّدُ صاحِبَهُ في النار!

 ﴿إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ويَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ومَنْ يُشْرِكْ بِالله فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾.

2- تصديق من يدعي معرفة الغيب:

 ومَنْ صَدَّق الَّذِينَ يَدَّعُونَ الغَيْب: مِنَ الكُهَّانِ والعَرَّافِين، أو السَّحَرَةِ والمُشَعوِذِين، أو مِمَّنْ يَنْظُرُ في الأَبرَاج، أو يَقرَأُ في الكَفِّ والفِنجَان؛ فقد عَرَّضَ دِينَهُ لِلْخَطَر! 

قال ﷺ: (مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ؛ فَقَدْ كَفَرَ بما أُنزِلَ على مُحمَّدٍ). 

3- التعلق بغير الله:

ومَنْ تَعَلَّقَ بِغَيرِ اللهِ: تَقَطَّعَ قَلْبُهُ، وازْدَادَ هَمُّه! 

فَإِنَّهُ ما رَجَا أَحَدٌ مَخْلُوْقًا أو تَوَكَّلَ عليه؛ إلَّا خَابَ ظنُّهُ فيه! قال ﷺ: (مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا؛ وُكِلَ إِلَيْه). 

4- ترك الصلاة:

ومَنْ تَرَكَ الصلاةَ المكتوبةَ، أو أَخَّرَهَا عن وَقْتِهَا: تَوَعَّدَهُ اللهُ بِـ(وَادٍ في جَهَنَّم!)؛  قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ واتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾، قال ابنُ عَبَّاسٍ : (الغَيُّ: وَادٍ في جَهَنَّمَ، وإِنَّ أَودِيَةَ جَهَنَّمَ لَتَسْتَعِيذُ مِنْ حَرِّهِ).

5- تتبع عورات المسلمين:

ومَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ: تَتَبَّعَ اللهُ عَورَتَهُ، ومَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَورَتَهُ، يَفْضَحْهُ ولو في جَوفِ رَحْلِهِ! 

ومَنْ ذَكَرَ مسلمًا -في غَيْبَتِه- بسوء؛ فكأَنَّما أَكَلَ لَـحْمَهُ وهُوَ مَيِّتٌ لا يُحِسُّ بذلك!

 قال تعالى: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾؛ 

قال ابنُ كثير: (أي كما تكرهونَ هذا طبعًا؛ فاكرهوه ذَاكَ شَرْعًا، فإِنَّ عُقُوبَتَهُ أَشَدُّ مِنْ هذا، وهذا مِنَ التَّنْفِيرِ عنِ الغيبةِ، والتَّحْذِيرِ مِنْهَا). 

قال ﷺ: (لَمَّا عَرَجَ بِي رَبِّي ( مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُم وَصُدُورَهُم)، فقلتُ: (مَنْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ؟!)، قال: (هؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ في أَعْرَاضِهِم).

6- نشر المعاصي والمنكرات:

والَّذِيْنَ يَنْشْرَون المعاصيَ والمنكرات؛ توعَّدَهُم اللهُ بقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ في الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ﴾.

 قال السِّعْدِي: (فَإِذَا كانَ هذا الوَعِيد؛ لِمُجَرَّدِ مَحَبَّةِ أَنْ تَشِيْعَ الفَاحِشَةُ، واسْتِحْلَاءِ ذلكَ بِالقَلْبِ؛ فَكَيْفَ بِمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذلكَ: مِنْ إِظْهَارِهِ ونَقْلِهِ!).

7-المجاهرة بالمعصية:

ومَنْ تَجَرَّدَ مِنْ سِتْرِ اللهِ، وجاهَرَ بِمَعصِيَتِه، جَرَّدَهُ اللهُ مِنَ العافية! 

قال ﷺ: (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ). 

ومَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِقَبْرَيْنِ؛ فقال: (إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ ... أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ البَوْلِ، وأَمَّا الآخَرُ: فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَة).

8- تضييع الرعية:

وما مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ؛ إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ! 

9- التجسس على الغير:

ومَنْ تَجَسَّسَ على غَيْرِهِ؛ صُبَّ في أُذُنِهِ الرَّصَاصُ المُذَاب! قال ﷺ: (مَنِ اسْتَمَعَ حَدِيثَ قَوْمٍ، وهُمْ لَهُ كَارِهُونَ؛ صُبَّ في أُذُنِهِ الآنُكَ يَومَ القِيَامَة).

10- فاحشة الزنا:

وعاقِبَةُ الزِّنَى وَخِيْمَة، ونِهَايَتُهُ أَلِيْمَه؛ فَهُوَ يُؤَدِّي إلى الفضيحةِ والعَار، والخِزْيِ والدَّمار، ثم إلى النَّارِ وبِئْسَ القرار! قال ﷻ: ﴿ولا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وسَاءَ سَبِيلًا﴾. 

يقول ابنُ القيِّم: (والزِّنَى يَجْمَعُ الشرَّ كُلَّه، ويُشَتِّتُ القَلْبَ ويُمْرِضُهُ، ويَجْلِبُ الهَمَّ والحزنَ والخوف، ويُوجِبُ الفقرَ، ويُقَصِّرُ العُمُرَ، ويَكْسُو صَاحِبَهُ سَوَادَ الوَجْهِ، وثَوبَ المَقْتِ بينَ الناس).

11- سؤال الناس تكثرًا:

ومَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَموالَهُم تَكَثُّرًا، فإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا؛ قال ﷺ: (لَا تَزَالُ المَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُم، حَتَّى يَلْقَى اللهَ، ولَيْسَ في وَجْهِهِ مُزْعَةُ لحْم).

12- أخذ أموال الناس لاتلافها:

ومَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ إِتْلافَهَا: أَتْلَفَهُ الله!

ومَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَرضِ ظُلْمًا؛ طَوَّقَهُ اللهُ إِيَّاهُ يَومَ القِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ! 

قال ﷺ: (مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ؛ فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وحَرَّمَ عَلَيْهِ الجَنَّةَ)، فقال له رَجَلٌ: (وإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يا رَسُولَ الله؟)، قال: (وإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ). 

13- أكل الربا:

ولَعَنَ اللهُ آكِلَ الرِّبَا، وأَعْلَنَ الحَربَ عليه! 

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُم مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ ورَسُولِه﴾. 

وآكِلُ الرِّبَا: يُبْعَثُ يَومَ القِيَامَةِ مَجْنُونًا يُخْنَقُ؛ قال (: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يتخبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ﴾. قال ابنُ كثير: (أَيْ لا يَقُومُونَ مِنْ قُبُورِهِم يَومَ القِيَامَةِ؛ إِلَّا كَمَا يَقُومُ المَصرُوعُ؛ وذلكَ أَنَّهُ يَقُومُ قِيَامًا مُنْكَرًا).

14- أذية الناس:

ومَنْ آذَى عبادَ الله؛ فَإِنَّه يُقْتَصُّ مِنْ حَسَنَاتِه يومَ القيامة! قال ﷺ: (إِنَّ المُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي: يَأْتِي يَومَ القِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وصِيَامٍ وَزَكَاةٍ؛ ويَأْتِي قَدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مَالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هَذَا، وضَرَبَ هذا؛ فَيُعْطَى هذا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وهذا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى ما عَلَيْهِ؛ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ). 

15- السخرية من الناس:

ومَنْ سَخِرَ مِنْ عِبَادِ اللهِ؛ سَخِرَ اللهُ مِنْه! 

فلا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ؛ فَيَرحَمَهُ اللهُ ويَبْتَلِيكَ! يقولُ ابنُ مسعودٍ: (لَوْ سَخِرْتُ مِنْ كَلْبٍ؛ لَخَشِيتُ أَنْ أَكُونَ كَلْبًا!)، قال ابنُ سِيْرِين: (عيَّرتُ رجلًا، فقلتُ: يا مُفْلِس، فَأَفْلَسْتُ بَعدَ أَربَعِينَ سَنَة). 

16- وشُرْبُ الخُمُورِ: بَوَّابَةُ الشُّرُور؛ قال ﷺ: (لا تَشْرَبِ الخَمْرَ؛ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ). ومَنْ شَرِبَ الخَمْرَ: لم تُقبَلْ مِنهُ صلاةٌ أَربَعِينَ يَوْمًا، ولم يَشْرَبْها في الجَنَّة؛ وسَقَاهُ اللهُ مِنْ عَرَقِ أَهلِ النَّار!. 

قال ﷺ: (إِنَّ على اللهِ تعالى عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ المُسْكِرَ: أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الخَبَالِ)، قالوا: (يا رَسُولَ اللهِ، وما طِينَةُ الخَبَالِ؟)، قال: (عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ، أو عُصَارَةُ أَهْلِ النَّار).

17- قطع الرحم:

ومَنْ قَطَعَ رَحِمَهُ؛ قَطَعَهُ الله! قال ﷺ: (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ)، ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾.

18- والحَسَدُ جَالِبٌ للحَسَرَات، وسَارِقٌ لِلْحَسَنَاتِ: قال ﷺ: (إِيَّاكُم والحَسَدَ، فَإِنَّ الحَسَدَ يَأْكُلُ الحَسَنَاتِ: كَمَا تأكُلُ النَّارُ الحَطَبَ). 

قال القاري: (لِأَنَّ الحَسَدَ يُفْضِي بِصَاحِبِهِ إلى اغْتِيَابِ المَحْسُودِ، فَيُذْهِبُ حَسَنَاتِهِ في عِرْضِ ذلك المَحْسُودِ، فَيَزِيدُ المَحْسُودُ نِعْمَةً على نِعْمَةٍ، والحَاسِدُ حَسْرَةً على حَسْرَةٍ! فَهُوَ كما قال تعالى: ﴿خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ﴾). 

 والحَسَدُ سَبَبٌ للنَّكَد: فهو عذابٌ على الروحِ والجَسَد، وضررٌ على الدين والدنيا! قال ﷺ: (دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُم: الحَسَدُ، والبَغْضَاءُ؛ والبَغْضَاءُ: هِيَ الحَالِقَةُ، لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ، ولَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ). 

 قال السَّمَرْقَنْدِي: (يَصِلُ إلى الحَاسِدِ خَمْسُ عُقُوْبَاتٍ، قَبْلَ أَنْ يَصِلَ حَسَدُهُ إلى المَحْسُود:

1- غَمٌّ لا يَنْقَطِع، 

2-ومُصِيْبَةٌ لا يُؤْجَرُ عليها،

 3-ومَذَمَّةٌ لا يُحْمَدُ عليها، 

4-وسَخَطُ الرَّب،

 5-ويُغْلَقُ عنه بابُ التوفيق). 

فَللهِ دَرُّ الحَسَدِ ما أعْدَلَهْ، بَدَأَ بِصَاحِبِهِ فَقَتَلَه!

أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ على تَوْفِيْقِهِ وامْتِنَانِه، وأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الله، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُوْلُه.

أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ أَخْبَرَ نَبِيُّنَا ﷺ عن أَحوَالِ العصاةِ في البَرْزَخِ، ورَأَى مِنَ المَشَاهِدِ المُرْعِبَةِ، ما تَقْشَعِرُّ مِنْهُ الأَبدَان! ومِنْ ذلك:

 * أنه رَأَى الذي يَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، وهو يَكْسِرُ رَأْسَهُ بِالحَجَر، ثَمَّ يَتَدَحْرَجُ الحَجَرُ، فَيَأْخُذهُ مَرَّةً أُخرَى، ثُمَّ يَعُودُ رَأسُهُ كَمَا كان، فَيَفْعَلُ بِه كما فَعَلَ في المرَّةِ الأُولَى!

* ورَأَى الزُّنَاةَ وهم عُرَاةٌ في بِنَاءٍ مِثْلِ التَنُّور، ويَأْتِيهِم لَهِيبٌ مِنْ أَسفَلَ مِنْهُم!

* ورَأَى آكِلَ الرِّبَا وهو يَسْبَحُ في نَهرِ الدَّم، ويُلْقَمُ الحِجَارَةُ في فَمِه!

قال ابنُ القَيِّم: (أَكْثَرُ أصحابِ القبورِ مُعَذَّبِين، والفَائِزُ مِنْهُم قليل؛ فَظَواهِرُ القبورِ تُراب، وبَوَاطِنُهَا حَسَرَاتٌ وعَذَاب).

عبادَ الله: كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ، ومَتَى تَلَطَّخْتَ بِذَنْبٍ، فَاغْسِلْهُ بِمَاءِ التوبة، فـ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ويُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ﴾. 

يا رَبِّ إِن عَظُمَتْ ذُنوبي كَثرَةً 

 فَلَقَدْ عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ

إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلَّا مُحسِنٌ 

 فَبِمَنْ يَلوذُ ويَستَجيرُ المُجرِمُ

أَدْعُوكَ رَبِّ كَما أَمَرْتَ تَضَرُّعًا 

 فَإِذا رَدَدْتَ يَدِي فَمَن ذا يَرْحَمُ

ما لي إِلَيكَ وَسِيلَةٌ إِلَّا الرَّجَا 

وجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنِّي مُسلِمُ

*******

* اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسلامَ والمُسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّركَ والمُشرِكِين. 

* اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المَهْمُوْمِيْنَ، ونَفِّسْ كَرْبَ المَكرُوبِين. 

* اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا ووُلَاةَ أُمُورِنَا، ووَفِّقْ (وَلِيَّ أَمْرِنَا ووَلِيَّ عَهْدِهِ) لِمَا تُحِبُّ وتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلْبِرِّ والتَّقْوَى. 

* عِبَادَ الله: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.

* فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، واشكُرُوهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُم ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.

عن الكاتب

عبدالغفار العماوي

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

موقع الشيخ عبدالغفار العماوي