آيات العذاب والحريق للجن المارد والكافر والمعاند | عبدالغفار العماوي

 أما بعد:

فعن أسامة ابن زيد رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله 

لم أرك تصوم في شهر من الشهور ما تصومه في شعبان (كأنه يسأل عن السر في ذلك) فقال صلى الله عليه وسلم ذلك شهر بين رجب ورمضان يغفل عنه الناس وهو شهر ترفع فيه الاعمال إلى الله فأحب ان يرفع عملي وانا صائم. 

أخرجه أحمد في مسنده 

تأمل أيها المبارك ونحن في اول يوم من ايام شهر شعبان والنبي صلي الله عليه وسلم كان يجتهد فيه ما لا يجتهد في غيره من الشهور السابقة.

 لذلك قال أهل العلم إن شهر رجب هو شهر الزرع وشهر شعبان هو شهر سقي الزرع وشهر رمضان هو شهر الحصاد.

 فالناس حينما يدخلون إلى رمضان بدون استعداد سابق فإنهم يفاجئون بالصيام ويفاجئون بتلاوة القرآن ويفاجئون بأنهم مطالبون بهذه الاعمال فيفتر الكثير منهم.

 لذلك أسامة رضي الله عنه وكذلك الصحابة من حوله كانوا يسألون عن أي شيء يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

وإن كان شيء يفعله صلى الله عليه وسلم في بيته سألوا أمهات المؤمنين عنه. 

فقد جاء في الحديث أن أحدهم سأل أم المؤمنين عائشة فقال لها يا أم المؤمنين كيف كان خلق رسول الله صلي الله عليه وسلم فأجابت قائلة :كان خلقه القرآن صلى الله عليه وسلم.

فالذي يخفى عنهم يسألون عنه أمهات المؤمنين والذي يرونه بأعينهم يسألون عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فأسامة سأله متعجباً قال يا رسول الله لم أرك تصوم في شهر من شهور السنة كما تصوم في شهر شعبان ما العلة من ذلك يا رسول الله فأجابه صلى الله عليه وسلم لسببين مهمين. 

وانتبه جيدًا أيها المبارك لتفهم هذه المسألة، قال ذلك شهر بين رجب ورمضان، وشعبان في الوسط (يغفل عنه الناس) هذا هو سبب اجتهاده صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر .

** غفلة الناس:

غفلة الناس عن العبادة لذلك قال صلى الله عليه وسلم (عبادة في الهرج كهجرة إليّ).

ما معني الهرج :يعني الغفلة وانشغال الناس بالدنيا.

 العبادة في الغفلة، الكثير يعيش الغفله يعيش كل همه في الدنيا ان يأكل ويشرب ويتزوج وينجب ويشاهد مباريات ويشاهد مسلسلات ويشاهد افلام ويتابع مباراة كذا اين سيكون كأس ألعالم في كذا غفلةمستحكمه ذكرها الله في كتابه فقال 

أقترب لناس حسابهم وهم في غفلة معرضون 

يعلل رسول الله صلي الله عليه وسلم السبب من كثرة صيامه ان هذا الشهر يغفل الناس عنه فلا يجتهدون في العباده ولا يجتهدون في الطاعه ولا يعملون الصالحات مع انه شهر مهم جدا قال بين رجب ورمضان هذا الشهر المبارك يصوم صلي الله عليه وسلم فيه تقول ام المؤمنين عائشه كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم شعبان الا قليلا لماذا يدرب نفسه 

يدرب نفسه علي صيام شهر رمضان لانه اذا بدا الصيام في رمضان سيتعب في العباده سيهلكه الصيام سيأتي عليه اول الايام يعيش مرضاً والماً وتعباً فلا يستمتع لا بصيام ولا بصلاة ولا بتلاوة قرآن فيتمنى حينها ان ينتهي الشهر كما يقول القائل من الشعراء رمضان ولا فأتيها يا ساقي مشتاقة تسعي الي مشتاق قوم يعيشون الغفله يريد ان ينتهي رمضان من اجل ان يفعل ما كان يفعله قبل رمضان يغفل عنه كثير من الناس.

 فالعبادة في الغفلة.

جاء في تفسير قول الله تعالي 

كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون 

قال بعض الصحابه نزلت في قوم كانوا يحيون من بين العشائين اتدري ما المعني يعني يصلون ما بين المغرب والعشاء هذا الوقت فكان الناس بين المغرب والعشاء في غفله اغلبهم مشغولون يصلون المغرب ثم ينشغلون حتي وقت العشاء ف هؤلاء القوم كانوا يرون غفلة الناس في هذه الساعه فيقومون يصلون لله فمدحهم الله فقال كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون الناس ربما يرتاحون في هذا الوقت ربما يهجعون لكنهم ما هجعوا لذلك قال صلي الله عليه وسلم عن عبادة وقت غفلة الناس قال سيكون يأتي عليكم سنون خداعه وفي بعض الروايات سيأتي عليكم سنين صبر هذه. الايام التي نعيشها  صبر قال سيكون اجر العامل فيها كأجر خمسين منكم فقال الصحابة متعجبين يا رسول الله منا ام منهم ؟ يعني من الممكن ان يكون ياخذ اجر العابد في وقت الغفله اجر خمسين ممن هو من اهل زمانه قال لا بل منكم فأنكم تجدون اعواناً علي الخير ولا يجدون هم اعوان الخير او كما قال صلي الله عليه وسلم كان الصحابة يتفقد بعضهم بعضا والسلف كذلك اذا غاب احدهم عن الصلاة ذهبوا فسألوا عليه اما انت الان لو غبت عن المسجد سنه ان يسأل عنك احد ولن يتفقدك احد ولن يقول اين ذهب فلان الذي كان يصلي معنا قال فانكم تجدون اعوانا علي الخير اما هم لا يجدون اعوان علي الخير العبادة في الغفله هذا الشهر وقت الغفله فتقوم انت ايها المسلم تعبد الله في الغفله تكثر من تلاوة القران يكون لك ختمة في شعبان كما لك ختمه في رمضان وكذلك تصلي  من الليل في شعبان سيكون بمثابة التدريب لك علي قيام ليل رمضان والاستمتاع به كان رسول الله يصوم اغلبه يصوم اكثره تأني هكذا الروايات تبين مدي اجتهاده صلي الله عليه وسلموكيف كان يصلي فيه من الليل صلي الله عليه وسلم لذلك كان بعض من السلف يطلق علي شهر شعبان انه شهر القراااااء 

تدري ما معني شهر القراء ؟ 

يعني شهر قراء القرآن كان بعضهم اذا دخل شهر شعبان اغلق دكانه وامسك بمصحفه يقرأه ويقول ادركت الناس يقولون ان شعبان هو شهر قرائة القرآن تأمل هذه المعاني لماذا تدرب علي التلاوه تقرأ القرآن الم يقل صلي الله عليه وسلم أقرأ القرآن فأنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لاصحابه 

ويقول صلي الله عليه وسلم أقرأوا القرآن فان من قرأ آية او حرفاً من كتاب الله كان له به حسنه والحسنة بعشر امثالها لا اقول الم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف 

تخيل صفحه واحده تقرأها من القرآن يكون لك الاف الحسنات في دقيقة واحدة والناس يعيشون في غفله 

اقسم بالله الناس يعيشون في غفله الكثير منهم حتي في وقت هو بالنسبة له هو لا يفعل فيه شيء يذهب مثلا الي طابور. طويل ليأتي برغيف خبز حقه يقف كل هذه الساعات ليأتي به لكن ماذا يفعل تراه يقف ساهياً لاعباً 

انت الآن تنتظر لماذا لا تاني بجوالك وتمسك بالقرآن وتقرأ صفحة وصفحتين وثلاثه حتي يأتي وقتك وكذلك في كل اوقات انتظارك قرات لبعضهم انه قال انني فقط استخدمت اوقات انتظاري فختمت القرآن تلاوة في اسبوع وهو لم يفرغ وقتا له يقول فقط اوقات الانتظار تذهب الي الطبيب تخرج المصحف حتي يأتي دوري فأقرأ اذهب الي المواصلات فاقرأ في المصحف حتي اصل لدرجة ان بعضهم يقول كنت احفظ القرآن. 

وأنا أقود سيارتي لم أفرغ وقت! 

تخيل! 

الإنسان يستطيع. لا تقول ليس عندي وقت قال كنت اطبع ورقة المصحف واضعها امامي وانا اقود سيارتي فاذا جاءت الإشارة ووقفت في مكان أقرأ الآية وارددها وارددها فلا ينتهي يومي حتي اكون قد حفظت ذلك الوجه وهكذا فعلت حتي ختمت القرآن ولم يفرغ وقته لا تقل ليس عندي وقت الوقت موجود لكنك انت من تعيش الغفله 

قال صلي الله عليه وسلم ذلك شهر بين رجب ورمضان يغفل عنه الناس فلا تكن من الغافلين رسالتي لك في اول شعبان لا تكن من الغافلين في شعبان انتبه يا من فات عليه رجب ولم ينتبه انتبه الآن فهذا هو شعبان بين يديك يبدأ فلا تدع شعبان يمر وانت لم تعمل فيه صالحاً هذا السبب الاول الغفلة فيه فوقت الغفله العبادة فيه تؤجر عليها اكثر لذلك جاء في الحديث 

ان من ذهب الي السوق تخيل ذكر واحد وقت غفلة الناس ماذا يساوي قال من ذهب الي السوق فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شئً قدير الا كتب الله له الف حسنه وحط عنه الف خطيئه وفي روايه وكتب له اجر حجه ماذا فعل الرجل انه ذكر الله عند شرح الحديث يقول العلماء انه ذكر الله في السوق والسوق هو موطن غفلة الناس وانشغالهم فلما ذكر. الله هناك تضاعف له الآجر تخيل ان الانسان يعيش في غفله الم يقل رسول الله صلي الله عليه وسلم من يقل سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنه وانت تمر عليك الساعات لا تذكر الله ولا تقول شيءٍ

لا اقول يكتب عليك لا لك ولا عليك خزانه فارغه الم تمر عليك الساعات هذه الغفله التي يقول عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم كان السبب الثاني قال وهذا شهر ترفع فيه الاعمال الي الله فأحب ان يرفع عملي وانا صائم انظر الي حرصه صلي الله عليه وسلم الاعمال الي الله ترفع في شعبان نعم هناك الرفع يكون في ثلاثة احوال 

الحال الاولي : رفع يومي للاعمال الاعمال تعرض على الله في كل يوم ترفع الي الله عز وجل قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يعرض عليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل وهذا رفع يومي 

قال ورفع اسبوعي : وهو في يوم الخميس ترفع فيه الاعمال لذلك كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يحرص علي صيامه ثم هذا الرفع السنوي يكون في شعبان فماذا تريد يا عبد الله ان يرفع لك في شعبان ماذا تريد ؟هل تريد ان يرفع لك عمل وانت محافظ على الصلاه ذاكر لله تالياً لآيات الله فماذا يرفع عملك وانت غافل ماذا تريد

الرسول يصوم ويقول ترفع الاعمال ف احب ان يرفع عملي وانا صائم وانت 

ماذا تحب ان يرفع من اعمالك في شعبان ماذا تحب ان يعرض علي الله في شهر شعبان هل ستحب ان تسابق المجتهدين في العباده فتكون من الذاكرين الله في شعبان ام تكون من التالين القرآن ومن واصلين الارحام ومن المحافظين علي الجمع والجمعات اننا نعيش في غفلة والله سامحني نعيش في غفله ان الواحد منا لو كان عنده موعد مع مسؤل لذهب قبل الموعد بساعه او ساعات ربما ينتظر اما الواحد منا يؤذن الاذان وهو جالس وتؤذن الاقامه وهو جالس  ويأتي عليه يوم الجمعه والرسول صلي الله عليه وسلم يقول من اتي بعد صعود الامام المنبر طوت الملائكة الصحف وجلست تستمع وهو نائم في بيته الملائكة تنزل الجمعه نعم يكتبون الداخل ف الداخل حتي اذا صعد الامام اغلقت الصحف انت لم يكتب اسمك بين الداخلين انت لم يكتب اسمك بين من حضروا الجمعه الم يقل ربنا في سورة الجمعه انزل سورة كاملة وسماها الجمعه لشرف هذه الساعه قال يآيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ماذا نفعل نمشي قال فاسعوا إلي ذكر الله وكانه من الممكن ان يقول احد اني منشغل بيع وشراء قال وذروا البيع اترك العمل اترك التجاره فمن باب اولي اترك النوم في هذه الساعه اترك اللهو في هذه الساعه وأنتبه للجمعه الكثير من السلف من اذا فاتته تكبيرة الاحرام كان الناس يعزونه شهراً ماذا لو رأو زماننا والواحد فينا إذا ادرك الصلاة يوم الجمعه يقول حينها انه علي شئ 

هذه الغفله قال احب ان يرفع عملي وانا صائم ماذا سيرفع لك في شعبان

أنا أريدك ان تخرج من الخطبه بهذا المعني ماذا سيرفع لك عند الله في شعبان؟ 

الحمد لله علي إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه وأشهد ان محمد صلي الله عليه وسلم الداعي إلي رضوانه صلي الله عليه وعلي جميع اخوانه وسلم تسليماً كثيرا 

ثم أما بعد :

فعن اسامة بن زيد رضي الله عنهما قال سالت رسول الله صلي الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله لم ارك تصوم في شهر كما اراك تصوم في شعبان فقال صلي الله عليه وسلم 

ذلك شهر بين رجب ورمضان يغفل عنه الناس قال وذلك شهر ترفع فيه الاعمال الي الله فأحب ان يرفع عملي وانا صائم انا اردت ان اذكر هذا المعنيين في السببين

السبب الاول ان لا تكون مع الغافلين في شعبان لا تكن مع الغافلين قم لله عز وجل اجتهد في عبادتك في شعبان فربما لا ياتي عليك شعبان آخر كم من انسان كان معنا في العام الماضي في شعبان ورمضان وقد شيعناه الي قبره 

يا من بدنياه انشغل وغره طول الامل الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل 

اجتهد في شعبان ولا تكون من الغافلين فربما يكون هذا آخر شعبان لك قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ثم تردون الي عالم الغيب والشهادة ماذا سيرفع لك في شعبان 

السبب الثاني قال هو شهر ترفع فيه الاعمال ماذا تحب يا عبد الله ان يرفع لك في شعبان تحب ان يرفع لك المحافظه علي الصلاه ام مازلت ساهياً لاعباً كل ما نادي المؤذن حي علي الفلاح كأن هذا النداء لا يعنيك قبل لبعض السلف ماذا يتمني اهل القبور قال يتمنون ركعة واحده يصلونها وانت الان في الامنيه لماذا لا تصلي الان لماذا لا تحافظ على الصلاه لماذا مازلت مُصراً عليّ المعاصي يا من لا تتوب في رجب توب الان في شعبان قبل ان يأتي رمضان قل يا عبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعاً انه هو الغفور الرحيم 

ماذا سيرفع لك هل سيرفع لك صدقه في شعبان اما زلت بخيلا شحيحا ممسكاً للمال 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم 

ما من يوم يصبح فيه العباد الا وينادي ملكان من السماء اللهم اعطي منفقاً خلفا واعطي ممسكاً تلفا الذي يمسك المال كان بعض السلف يحب ان يتصدق في شهر شعبان في كل يوم صدقه ولو صدقه يسيره حتي يرفع له العمل انه من المتصدقين كذلك من الاعمال الصالحه قراءة القرآن فقلت لك ان شعبان عند العلماء يسمي شهرالقراء كانوا يتفرغون فيه لتلاوة آيات الله حتي اذا اني رمضان اجتهدوا زياده في التلاوة  فكان الامام الشافعي عليه رحمة الله يختم القرآن في رمضان ستين مره فما بالك بشعبان 

هل هذا يحصل معه بعنصر المفاجأه انه يقوم في رمضان يقول الان انا سأقرأ وسأصل الي ستين ختمه لا انه تدرب عليها قبل ذلك تدرب عليها قال بعض العلماء جاهدت نفسي عشرين سنه في قيام الليل ثم استمتعت به عشرين سنه فالذي يستمتع الان بتلاوة القرآن هذه نتيجة زرع سابق فيدخل عليه رمضان وقد سهلت القراءه فشعبنا تدريب لرمضان قال فاحب ان يرفع عملي وانا صائم احرص في شعبان كما قلت علي الصيام تلاوة القرآن محافظة علي الصلاه بر الوالدين احياءاً وامواتاً فان كانوا من الاموات فلا تغفل عن الدعاء لهم والتصدق عليهم فذلك يصل اليهم وكذلك من الاعمال الصالحات صلة الارحام والاحسان الي الجار ومسح رأس اليتيم كل هذا اكثر منه في شعبان فترفع لك هذه الأعمال بين يدي الله عز وجل 

أسأل الله عز وجل ان يجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً وأن يجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً ولا يجعل فينا ولا معنا شقياً ولا محروماً

اللهم بلغنا شهر رمضان يا رب العالمين ونحن في عفو وعافيةً يا ارحم الراحمين وأعنا فيه على الصيام والقيام وقراءة القرآن.