موقع الشيخ عبدالغفار العماوي

أدعو إلى الله على بصيرة

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

سئل أعرابي كان معروفاً بالسرقة أخبرني عن بعض عجائبك ؟ قصة مؤثرة

 ‏سئل أعرابي كان معروفاً بالسرقة أخبرني عن بعض عجائبك ؟


قال: عجائبي كثيرة، ومن أعجبها، أنه كان لي بعير لا يسبق، وكانت لي خيل لا تلحق، فكنت أخرج فلا أرجع خائباً، فخرجت يوما فاصطدت  ضب، فعلقته على قتبي* ، ثم مررت بخباء ليس فيه إلا عجوز 


فقلت : يجب أن يكون لهذه العجوز أما غنم أو إبل. 


فلما أمسيت إذا بإبل وإذا شيخ عظيم البطن شثن الكفين ومعه عبد وطفل . 


فلما رآني رحب بي، ثم قام إلى ناقة فاحتلبها، وناولني العلبة، فشربت ما يشرب الرجل، فتناول الباقي فضرب بها جبهته، ثم احتلب تسع نياق، فشرب ألبانهن، ثم نحر حواراً فطبخه، 


فأكلت شيئاً، وأكل الجميع حتى ألقى عظامه بيضاً. 


وجثا على كومة من البطحاء وتوسدها، ثم نام . 


فقلت: هذه والله الغنيمة، ثم قمت إلى فحل إبله فخطمته، ثم ربطت ببعيري وصحت به، فاتبعني الفحل واتبعته كل الإبل، فصارت خلفي كأنها حبل ممدود. 

فمضيت أبادر ثنية بيني وبينها مسيرة ليلة للمسرع، ولم أزل أضرب بعيري مرة بيدي ومرة برجلي حتى طلع الفجر، فأبصرت الثنية وإذا عليها سواد، فلما دنوت منه، إذا الشيخ قاعد وقوسه في حجره. 

فقال : أضيفنا ؟ 

قلت: نعم

قال: أتسخو نفسك عن هذه الإبل ؟ 

قلت: لا. 

فأخرج سهماً كأنه لسان كلب، ثم قال : انظره بين أذني الضب المعلق معك، ثم رماه، فصدع عظمه عن دماغه، فقال لي : ما تقول ؟ 


قلت: أنا على رأيي الأول 

قال : انظر هذا السهم الثاني في فقرة ظهره الوسطى، ثم رمى به فكأنما قدره بيده ثم وضعه بإصبعه. 


وقال والله السهم  القادم في بطنك. 


قلت : أنزل آمناً ؟

قال: نعم


فدفعت إليه خطام فحله وقلت : هذه إبلك لم يذهب منها وبرة، وأنا متى يرميني بسهم يقصد به قلبي. 


فلما تباعدت، قال:  أقبل : فأقبلت والله فرقاً من شره لا طمعاً في خيره


فقال: ما أحسبك تجشمت الليلة ما تجشمت إلا من حاجة

قلت : نعم

قال:  فخذ من هذه الإبل بعيرين وامض لأهلك 


قلت : أما والله لا أمضي حتى أخبرك عن نفسك، فلا والله ما رأيت أعرابياً قط أشد ضرساً، ولا أعدى رجلاً، ولا أرمى يداً، ولا أكرم عفواً، ولا أسخى نفساً منك. 


فصرف وجهه عني حياء، وقال: خذ الإبل برمتها مباركاً لك فيها، وذهب 😱.


معاني الكلمات :


* قتبي : والقتب هو رحل صغير على قدر السنام، وهو للجمل كالسرج للفرس.


📚: العقد الفريد - الاندلسي

سئل أعرابي كان معروفاً بالسرقة أخبرني عن بعض عجائبك ؟ قصة مؤثرة


عن الكاتب

عبدالغفار العماوي

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

موقع الشيخ عبدالغفار العماوي